يبدو مرض السمنة واضحًا لا يحتاج إلى شرح. إذا كان الشخص يستهلك سعرات حرارية أكثر مما يحتاج، فإنه يكسب الوزن. لكن الشرح الحقيقي ليس بهذه البساطة. الأمر يتجاوز مجرد الوزن.
السمنة مرض مزمن معقد، وفقدان الوزن ليس مجرد مسألة تقليل كمية الطعام وزيادة الحركة. في الواقع، يمكن أن يتأثر مرض السمنة بالجينات، وعلم وظائف الأعضاء، والبيئة، والعمل والتعليم، وما يحدث في الدماغ.
إن فهم هذه العوامل أمر بالغ الأهمية، لأن السمنة ترتبط بأمراض أخرى، بما فيها داء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب وأنواع معينة من السرطان. ناهيك عن السخرية والتحيز اللذان يعاني منهما الملايين كل يوم.
ولكن من خلال الرعاية المناسبة، يمكن للأشخاص الذين يعانون من السمنة فقدان الوزن بشكل دائم، ما يُحدِث فارقًا حقيقيًا في صحتهم.
أصبحنا اليوم ندرك أن السمنة مرض مزمن خطير، وليس مجرد مسألة جهد نبذله أو قوة إرادة.
بالتعاون مع شركائنا، نحن ملتزمون ب قيادة التغيير في نظرة العالم للسمنة والوقاية منها وعلاجها. بصفتنا قادة في علم السمنة، نحن نعمل على جعل السمنة أولوية في مجال الرعاية الصحية. والهدف من ذلك هو التغلّب على وصمة العار وتقديم الدعم اللازم لتحسين الوصول إلى الرعاية القائمة على الأدلة.
تتأثر السمنة بالعديد من العوامل داخل الجسم وخارجه. قد يولد الشخص بميل أكثر إلى زيادة الوزن، مثلما يولد شخص ما بلون عينين معين. في الواقع، تعتمد ما يصل إلى 40%-70% من وزننا على تركيبتنا الوراثية.
هناك أيضًا الجانب الفسيولوجي. عندما يتناول شخص ما الطعام، تُترجم الإشارات الهرمونية من المعدة والأمعاء إلى مشاعر انخفاض الجوع وزيادة الشبع. وهذا الأمر يتحكم في كمية الطعام التي يتناولها الشخص
أثناء فقدان الوزن، يمكن أن يتغير مستوى الهرمونات في محاولة لاستعادة الوزن المفقود. تشير الدراسات إلى أن 80% من الوزن المفقود يتم استعادته بعد انتهاء الحمية.
كما يمكن أن تؤدي العديد من جوانب الصحة العامة والبيئة ونمط الحياة للشخص إلى زيادة الوزن. حيث إن مكان عيش الشخص والثقافة المحيطة به يمكن أن يؤثرا أيضًا على خطر الإصابة بالسمنة.
لذلك، على الرغم من أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من السمنة يعتقدون أنه عليهم التمكن من التحكم في وزنهم بمفردهم، إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة.
لفهم مرض السمنة، يجب أن نفهم ما يحدث في الدماغ. يبدو أن أجسامنا متعلقة بشدة بهذه السعرات الحرارية الزائدة، ربما لأنّها كانت آلية أساسية للبقاء على قيد الحياة لآلاف السنين.
لذلك، فالأشخاص المصابون بالسمنة يعانون لفقدان الوزن. وتعمل برمجة أجسامهم على إعادتهم إلى وزنهم الأصلي . في الدماغ، يبدو الأمر وكأن هناك مفتاحًا يقوم بتعديل استهلاك الطاقة للشخص حتى يستعيد الكيلوجرامات المفقودة من وزنه.
نحن نحاول تحديد مكان هذا المفتاح بالضبط في الدماغ واستكشاف ما إذا كان يمكننا علاجه بالدواء. لذلك في أحد الأيام، قد نتمكن من مساعدة الأشخاص الذين يعانون من السمنة على "إعادة ضبط" وزنهم على نقطة بداية جديدة أكثر صحة.
وإذا نجحنا، فيمكننا مساعدة ملايين الأشخاص المصابين بالسمنة.
نسعى لأن نكون القوة الرائدة في مجال الدراسات العلمية التي تشرح مسألة السمنة وتوضّحها.
ولمعالجة انتشار السمنة المتزايد، نتخذ إجراءات لوقف المرض قبل أن يبدأ. بالتعاون مع اليونيسف، نركز على الوقاية من زيادة الوزن والسمنة لدى الأطفال. ويتضمن جزء من عملنا هذا تحويل المسألة من مجرّد مسؤولية فردية تحمّل الأطفال وصمة العار، إلى حاجة إلى معالجة البيئات التي تعزز السمنة منذ سن مبكرة.
اقرأ المزيد عن جهودنا للوقاية من الأمراض المزمنة الخطيرة، مثل السمنة
في ما يتعلق بعلاج المرض الحالي، نحن نولي اهتمامًا وثيقًا لهرمون GLP-1 الطبيعي. في الواقع، نواصل اكتشافاتنا حول الدور الذي يبدو أن هذا الهرمون الطبيعي يلعبه للنجاح في فقدان الوزن. على سبيل المثال، بعد أن ينتهي الشخص من تناول وجبة محددة، تؤثر جزيئات GLP-1 في الجسم على شعوره بالجوع.
لسنوات عديدة، درس علماؤنا طرق استخدام جزيئات GLP-1 الاصطناعية لقمع الشهية أو زيادة استهلاك الطاقة. وسنستمر في دراسة طريقة تحفيز هرمون GLP-1 لعملية فقدان الوزن الطويل الأمد.
حاليًا، نجري الأبحاث في المجالات التالية: